23‏/4‏/2012

.. بقعة ضوء ..





     
ألهو أمامه بصندوقٍ أسودٍ صغير .. لا شيء فيه مميّز سوى أنّه صندوق أسود وُضِعَ على أرضيةٍ بيضاء .. بعد دقائق قليلة يظهر تزايد اهتماه بالصندوق .. يحبو محاولاً الِإمساك به .. أسحب طرف الصندوق رويداً .. يحبو مجدّداً .. يتواصل تراجعي و إقدامه مسافة ستة أمتار بالتقريب .. أنتظر ان يرهقه الحبو فيتراجع عن محاولته بلوغ الصندوق .. عبثاً يأتي انتظاري .. يواصل الحبو و لا يعبأ بتزايُدِ العقبات التي أضعها في طريقه .. أسحب الصندوق في مسارٍ منحنٍ فيتبعه حبواً و لا يتوقّف .. في ذات المسار يلمع بالقرب منه شريط ملوّن .. يمسك به لبرهة فأظنّه تخلّى عن صندوقي الأسود و ركن للشريط الملون .. لكنّه ما يلبث أن يتركه و يعاود حبوه خلف الصندوق الذي أمسك به .. أترك له الصندوق الأسود فيبتسم في جزل و يضمّه بين كفيه الصغيرين .. بعد قليل أجده قد غادر المكان حبواً نحو شيءٍ لا أعلمه تاركاً صندوقه الأسود خلفه ..
---------
عزيمة للوصول تكلّفه حبواً لأمتارٍ تبدو قلائل بالنسبة لنا .. لكنّها جهدٌ مقدّرٌ بالنسبة لممكناته .. الصندوق الأسود يبدو "هدفاً" لا يُقبَل التراجع عنه ..
المسار المنحني كما عقبات الحياة .. لا يهمّه .. و يمضي ..
الشريط الملوّن كما الطرق / الأحلام الجانبيّة التي تعترض طريقنا فتشوِّش رؤيتنا للهدف الأصل و تُهدِّد تمسُّكنا به بنظرية النباتات الطفيلية التي تتقاسم الضوء مع المحصول الرئيس .. السعي وراء هذا الشريط كلّفه وقتاً و بعض جهد ..
و في النهاية .. إدراكه لصندوقه الحلم و تخليه عنه بعد قليل .. لندركَ أنّ جميع الأحلام قد تستفزّنا للسعي .. لكن ليست جميعها تستحقّ الحفاظ عليها حين الوصول .. فالبعضُ زيف لا أقلّ ..
-------

أتعلّم منك دون أن تدري .. و أنتَ لم تُكمل عامك الاوّل بعد .. قدميك الصغيرين لا يقويان بعدُ على حملك .. لكنّك دون المشي استطعت أن تصنع بخاطري بقعة ضوء ..
جعفر .. شكراً صغيري الحبيب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق