30‏/8‏/2010

.. المد و الجزر .. بقلم الراحل غازي القصيبي ..





تستطیعین أيتھا الغالیة ، أن تفھمي كثیراً من غرائب الدنیا وعجائبھا


إذا تذكرت أن ظاھرة المدّ والجزر لا تقتصر على حركة المیاه على


الشواطئ


ولكنھا تشمل كل نشاط إنساني..


مع المد تجيء أشیاء كثیرة .. أفكار وحركات وتیارات ومبادئ وأشخاص..


سرعان ما تزول مع الجزر..


وإذا ما بحثنا عن تفسیر لظھورھا وتفسیر لاختفائھا..


لم نجد سوى حقیقة بسیطة .. وھي أن المدّ أحضرھا وأن الجزر أخذھا


معه فیما يأخذ.


ھذا يفسر لنا كیف يفشل زعیم سیاسي في الوصول إلى مقعد الحكم


))لأنه لم يعانق الم دّ((


ثم ينجح نفس الزعیم في الوصول إلى نفس المقعد (( لأنه وصل مع الم دّ


))


تذكّري نیكسون . وكیف اختفى ثم عاد..


وتشرشل وكیف قذف به مدّ الحرب العالمیة الثانیة إلى القمة ثم اختطفه


جزرھا..


وريجان الذي قیل عنه قبل أكثر من خمسة عشر عاماً أنه لا يصلح للحكم


لكبر سنه..


))لم يظھر مد الشیوخ في تلك الأيام..((


كم إيديولوجیة سادت العقول والقلوب (( لأنھا تزامنت مع عنفوان المدّ ))


ثم تلاشت دون أثر (( مع إقبال الجزر..((


ھذا ھو السر وراء كل فشل وكل نجاح..


كم من عبقري فشل وھو يستحق النجاح لأنه أخطأ الم دّ..


وكم من غبي نجح وھو يستحق الفشل لأنه امتطى الم دّ..


و الظاھرة تشمل جوانب الحیاة كلھا حتى التجارة والأدب والفن والرياضة


والأزياء..


تسألین : ولكن كیف أستطیع أن أتوقع المدّ؟


تلك يا موجتي القادمة ،قصة أخرى ... طويلة...
 


إلى هنا انتهت كلمات القصيبي ..

و بقيتُ أواجه تساؤلاتي حيالها ..

أيُّ مدِّ كان يعنيه و أيُّ جزر ؟!

هل هو مدُّ الظروف الملائمة اجتماعيّاً و سياسيّاً أم أنّه تميمة الحظ الملائمة ؟
الظروف لم يكن لها ثمة إجماع أو اتفاق في يوم .. و لا تميمة الحظِّ كانت موقع إيمانٍ أو دفاع منطقي ..!

هل المد هو الكفاءة و الجاهزيّة الشخصيّة  أم استعداد المجتمع لتقبُّل التغيير ؟

{{كم من عبقري فشل وھو يستحق النجاح لأنه أخطأ المدّ..


وكم من غبي نجح وھو يستحق الفشل لأنه امتطى المدّ..}}

المنطق يعارض هذي العبارة بشدّة .. و الواقع يفرضها .. لكنّه يفرض علينا أيضاً الأخذ بالأسباب .. لنتساءل .. أيُّ مدٍّ و أيُّ جزر ؟!!

{{ وإذا ما بحثنا عن تفسیر لظھورھا وتفسیر لاختفائھا..لم نجد سوى حقیقة بسیطة .. وھي أن المدّ أحضرھا وأن الجزر أخذھا معه فيما يأخذ }}..

هل المدّ هو الثورات السياسية و الاجتماعية ؟ هي ليست نتاج ذاتها بل فورة أنتجتها عوامل عدّة ..


أيُّ مدٍّ و أيُّ جزر ؟؟!!


26‏/8‏/2010

قلنا عن الحزن ..





قالت : الحزن إدمان .. عالمٌ آخر .. تلجه فتصعب المغادرة ..

 


قلت : بعض الحزن واجب ..


يهدهد فينا لوعة الصدمة .. لندرك أنّ بعض الوردي قد يستحيل أسوداً باهتا ..
 بعض الحزن كالانزلاق المفاجئ ..

كحفرة نقع فيها .. يبقى الأسلم أن نتريّث داخلها قليلاً ..



بشقاوة طفلٍ تستهويه الأفراح قد نرغب في مغادرتها ..



أقدام حماسنا لن تقوى على حملنا للخارج ..
فلا نلبث أن نقع من جديد ..
و يتجدّد داخلنا الجرح ..

 قالت : احرصي على ألاّ تكون أكثر من لحظة ..

فالعمر ماضٍ ..






قلت : هي أحزانٌ واجبة .. كعثراتٍ لا بدّ منها .. لكنّ الإقامة بها كغرفِ الفنادق .. مُكلِّفة و لا تعني الأمان ..
---------
غادرنا حديثنا .. و بقيتُ وحدي أناجي حزناً هادئاً و آمناً ..


البون بين تلك الذابلة و هذي المشرقة الباسمة ليس بعيداً ..

فقط ..

بعض العمر ..

و بعض الصبر ..



بعض يقين ..
و بعض أحجار العثرة تمنعنا من دوامات حزنٍ أكبر ..
و بعض بعض الذاكرة ..


...


فلتبقوا قلوبكم مشرعة يا أصدقائي ..










17‏/8‏/2010

بسم الله نبدأ ..




..
..
بعد طول تردُّد .. ألج اليوم إلى عالم التدوين الالكتروني ..
انتهيت منذ دقائق من وضع خيارات التصميم ل " مدونتي " لأقف الآن و أتساءل : لماذا مدونتي ؟!
مدونتي نافذة أحييكم عبرها و محاولة لوضع بصمة خاصة في حياتكم عبر الأحرف .. و ذاكرة مصاحبة تحوي لي من تفاصيل اليوم ما قد أحتاجه غداً ..

..

شكر واجب .. للقائمئين على حملة " يلا ندون " المشجعة على خوض تجربة التدوين لنفع الذات و الغير ..

..

تلويحة :
اللهم اجعل لنا في أحرفنا صدًى أو الهمنا من عندك صمتاً جميلاً ..